2 index
نُورٌ.. مِنْ قَمَرِ النُّبُوَّةِ
دَعانِي التأريخُ إِلى مَسْرحِ أَحداثِهِ.. فَسِرْتُ مَعَهُ مُلَبِّياً دَعْوَتِهِ.. دَخَلْتُ قَاعَةً كَبِيرَةً.. وَجَلَسْتُ أمامَ سَتائرَ سَرعانَ مَا انْفَرَجَتْ فَإذا بِي أُشاهِدُ الاِمامَ مُحمّداً بنَ عليٍّ الجوادَ عليه السلام صَبيّاً في الثامِنَةِ مِنْ عُمْرِهِ يَتَمَشَّى عَلى جانبٍ مِنَ الطَريقِ.. فَجَعَلَنِي أَقِفُ مَذْهُولاً عاجِزاً عَنْ وَصْفِ هَيْبَتِهِ وَوِقارِهِ.. وَعَنْ وَصْفِ تَلْكَ الاَنْوارِ القُدْسِيَّةِ الّتِي يَشُعُّ بِها وَجْهُهُ الكَرِيمُ.. لَحظاتٌ وَإذا بالشَبابِ والصِبيانِ يُهَرْوِلُونَ نَحْوَهُ مِنْ جَميعِ الاتِّجاهاتِ يَدْفَعُهُمْ حُبُّهُمْ وَشَغَفُهُمْ بِهِ.. فَتَجَمَّعوا حَولَهُ يَسْتَمِعونَ إِلى كَلامِهِ وَقَدْ غَرِقوا فِي حالَةٍ مِنَ التَأَمُّلِ والتَفكِيرِ.. كَيفَ لا يَكونُونَ كَذلِكَ وَهُمْ أَمامَ الذِي بَرَزَ عَلى أَهلِ زَمانِهِ عِلماً وفَضْلاً.. وأَجَلُّ أَهلِهِ قَدْراً وكَمالاً.. فَجْأةً !! وإذا بِالشَبابِ والصِبيانِ يَهْرَبُون مَذعُورِينَ نَحوَ اتِّجاهاتٍ مُخْتلِفَةٍ.. هذا لاََِنَّ المأْمونَ